الى كل رفاق الدرب الذين سلموه ميدان التحرير الى العسكر ورجال الحزب الوطنى وبلطجية امن الدولة وتركوه الاعتصام لتكوين احزابهم ويخططون فى المكاتب والمنازل لاستكمال الثورة من فوق السرير.. الى كل الرفاق الذين حلموا بمظاهرة قوامها 10 ألاف مصرى فخرج ما يزيد عن 20 مليون الى الشوارع وقرروا استكمال المعركة حتى لآخر نفس، فتركانهم وحدهم يواجهون وحشية العسكر وفلول النظام السابق.. لكم هذه الشهادة.
منذ فجر يوم الاربعاء استشعر المعتصمين فى ميدان التحرير نية المجلس الاعلى للقوات المسلحة فى تصفية الاعتصام عن طريق استخدام نفس العاب جهاز امن الدولة وهى استخدام البلطجية وزرعهم وسط المعتصمين لإثارة الفتن والاحاديث الجانبية عن موضوعات تافهة مثل تحريم مبيت السيدات فى الميدان وكذلك التشكيك فى اخلاق المعتصمين ونواياهم.. وفى هذا اليوم بدأت فلول البلطجية بالتحرك وحاولت اقتحام الميدان بثلاث مجموعات بكرات اللهب وزجاجات المولتوف، لكن المعتصمين افشلوا المخطط وعادوا ادارجهم من جديد نظرا لتأمين مداخل الميدان.
وفى صباح يوم الاربعاء، حاولت نفس المجموعات اقتحام الميدان اكثر من مرة للحد الذى وصل الى مواجهات عنيفة بالطوب، لكنهم فشلوا ايضا فى اقتحام قلب الميدان فأضطر الجيش الى فض الاشتباك عن طريق استخدام قنابل الدخان وعاد المعتصمين الى الكعكعة الحجرية من جديد.. حتى حانت لحظة الهجوم..
لم نتصور ان يقوم الجيش بالاقتحام ولم نكن على يقين انه متورط فى تسريب البلطجية الى ميدان التحرير ولكن الصورة التى شاهدناها أكدت انه بعد فشل البلطجية فى تصفية الاعتصام قرر الجيش ان يتدخل بنفسه ويقوم بالمجزرة بوجه مكشوف..
هجمت اعداد كبيرة من الجيش بالتزامن مع البلطجية وأكنها خطة معدة سلفا، جنودنا البواسل يقتحمون ويضربون بعنف كل من يواجهونه والبلطجية يوفرون لهم الغطاء المناسب بهدم الخيام وحين انتهوا من المهمة المقدسة، خرجوا الى الميدان وبحركة آلية مدروسة سلفا بدأ البلطجية بإلاشارة الى بعض المعتصمين الذين حفظت وجوهم جيدا وعليه بدأ الجيش فى اعتقال كل من يشير عليه البلطجية وكأنهم فريق واحد، فى هذا الوقت ملئ الميدان فرق البلطجية يهمون بالضرب على كل شخص يشتبه انه من المعتصمين، ولذلك قررت الخروج من الميدان سريعا بعد نصيحة عدد كبير من الاصدقاء وكان برفقتى صديقنا اسماعيل جمال عبدالفتاح وحين قررنا الخروج من الميدان الى شارع باب اللوق جرى ورائنا جموع البلطجية وقالوا لقوات الجيش : هما دول اللى كانوا بيحرضوا الناس على الاعتصام هنا.. وبزفة لا تقل عن زفة الحرامية فى الاسواق الشعبية قادونا الى مقر السلخانة والضرب ينهال على رؤسنا من كل جانب، وحين وصلنا الى مقر الجيش الموجود بجوار المتحف المصرى، كان رجال الجيش البواسل فى انتظارنا.. مجموعات عديدة تضرب جميع القادمين من ميدان التحرير، وحين دخلت استقبلنى قادة المنطقة وقالوا لى " انت جيتى، انت مطلعة دين ابونا بقالك اسبوعين، تعالى تعالى" وحينها مسكنى ضابط جيش وقيد يدى الاثنين من الخلف ثم ربطنى بحديد سور المتحف المصرى لفترة طويلة.. خلال هذه الفترة التى دامت اربعة ساعات كاملة تعرضت لابشع انواع الضغط النفسى.. اذ حضر الى هذه المنطقة كل ضباط الجيش الذين اشتبكوا معنا ليلة جمعة الاعتصام الاولى وجاءوا ليينقموا بشكل شخصى منى بسبب وقوفنا فى وجهوهم هذه الليلة.. فاحد الضباط قال لى : انا راجل خول عشان سبتك تعدى يوم الجمعة وهتشوفى اللى هيحصل دلوقت.. وآخر حضر الى وقال : البنات الشراميط اللى مطلوقين فى الشوارع علينا هيعدوا فى بيوتهم، وآخر قال انتوا صدقتوا نفسكم انكوا هتحكموا البلد.. لم اصدق ما اسمعه، فقلت لأحدهم : انتوا جيش ولا امن مركزى يا بتوع الجيش والشعب ايد واحدة.. رد عليا ساخرا وقال : احنا الامن المركزى الجديد!
ظل الوضع على هذا الحال حتى صرت مصدر التسلية الاساسى لضباط الجيش البواسل، حتى جاءنى ضابط من الشرطة العسكرية برتبة كبيرة، فقلت له : انا صحفية واحنا معلمناش الثورة عشان نطرد فرعون فيطلع لنا جيش الفراعنة فضحك ساخرا وقال لجنوده البواسل : ظبطتوه لى الصحفية دى.. واستمرت الممارسات العنيفة ضدى فى نفس الوقت الذى خرج جندى وقال لجموع البنات اللاتى قبضن عليهن وقال : الشراميط دول مش هيتربوا فنهرته وقلت له احترم نفسك، عايزه تشوفى الاحترام تعالى شوفى بنعمل ايه فى الشباب اللى جوه.. كنت قد سمعت اصواتا قادمة من باحة داخلية تبين انها السلخانة التى اجبروه الشباب فيها على خلع ملابسهم ثم تعرضوا لابشع انواع التعذيب من الالقاء على الارض وتغمية عيونهم والصعق بالكهرباء والضرب الكرابيج وكأنهم اسرى معركة حربية..
لم تكن الاهانة من نصيبى وحدى، بل طالت بعض الاطباء الذين حضروا الى الميدان لاسعاف المصابين ونالوا قسطا وافر ايضا حين قالت احداهن انا طبيبة فرد الضابط عليها : دكتورة جايه تعالجى الخولات والشراميط كتك ارف انتى واللى ادوكى شهادة الطب بتاعتك..
فتاة أخرى، قادمة من قنا وتتحدث الصعيدية نزلت الى الميدان فى هذا اليوم بالصدفة فتم اعتقالها دون ان تدرى ماذا فعلت وتعرضت لابشع انواع الإهانة.. وظلت تبكى لساعات طويلة.
فتاة جامعية أخرى كانت تعمل فى لجان النظام فى الميدان وتفتيش السيدات ظلت تهتف ضد الجيش حتى دخل الينا احد الضباط وصفعها على وجهها حتى سقطت على الارض ثم اخذها الى منطقة بعيدة ولم تظهر الإ فى النيابة العسكرية وهى بحالة يرثى لها..
على صبحى، ممثل موهوب فى فرقة حالة بمسرح روابط، خرج ليقف على باب المتحف ليرصد المعتقلين الذين يتم القبض عليهم وهو الذى ابلغ عن اعتقالى لبعض الاصدقاء، الإ انه قبض عليه واكتشف انه بين المعتقلين الذين لاقوا تعذيبا مكثفا..
كل هؤلاء وغيرهم 177 شاب و17 فتاة يواجهون احكاما عسكريا بعد ان اصدر الجيش حكمه عليهم بالبلطجة دون ان يتأكد حتى من هويتهم وكان من المتوقع ان اكون بينهم لولا حظى ان اكون صحفية فتم الافراج عنى مع مجموعة من الاعلاميين.
لابد أن نكشف عن سلخانة الجيش الموجودة خلف المتحف المصرى والتى يمارس فيها ابشع انواع التعذيب على طريقة امن الدولة بل واكثر
0 comments:
Post a Comment