Monday, July 25, 2011

أخطر شهادة لضابط شرطة يكشف فيها أسرار مؤسسة الفساد والبلطجة التي كونها حبيب العادلي في الداخلية - لابد من قرائتها



نقلا عن الوفد :

وأنت تقرأ السطور التالية ربما يكون صاحبها قد فارق الدنيا، وربما يفارقها أثناء قراءتك لها أو بعدها بفترة قصيرة، فجهات عديدة تطلب رأسه وتسعي إلي قتله .. وعلي رأس تلك الجهات جهاز الأمن الوطني، الوريث الشرعي لجهاز مباحث أمن الدولة.
ولانه يشعر بأ...ن الموت يقف علي بابه قال لـ«الإسبوعي» كلاً ما هو اخطر ما قيل عن وزارة الداخلية.. عن تنصت قادتها علي المصريين.. وتجنيدهم لعملاء في اوساط الصحفيين والاعلاميين والسياسيين ولاعبي الكرة وجميع فئات المجتمع.. وعن تزوير الشرطة للانتخابات منذ عام 1995 حتي 2010.. وعن أقذر العمليات التي قامت بها الداخلية في العقدين الاخيرين.. وعن قضايا فساد مسكوت عنها.. وعن خفايا قتل الشرطة للمتظاهرين في يناير الماضي.. وعن تستر وزارة الداخلية ـ حالياً ـ علي جاسوس إسرائيلي يمرح في سيناء كما يحلو له!!

قال كل ذلك باعتباره شاهد عيان عليها، فهو ضابط التحق بالعمل في جهاز الشرطة منذ عام 1990 وتنقل بين المباحث والاموال العامة والسجون ومديريات أمن الاسكندرية والجيزة وأكتوبر حتي استقر به الحال ـ الآن ـ في مديرية أمن المنيا.
وعلي مدي 6 سنوات كاملة تعرض لعملية تصفية جسدية غريبة حاولوا في البداية قتله بدم بارد.. علي طريقة الاجهاد حتي الموت.. ولما فشلوا بدأوا منذ ايام عملية اغتيال مباشر.. ذهبوا في منتصف الليل الي الشقة التي يقيم فيها بالقرب من وزارة الداخلية بوسط القاهرة وحاولوا إطلاق الرصاص عليه لكنهم فروا من أمامه عندما اكتشوفوا أنه يحمل مسدسه.
هو المقدم محمود محمد عبد النبي ـ الضابط بمديرية أمن المنيا وعضو أمانة مجلس ائتلاف «ضباط لكن شرفاء».. الذي كشف لـ«الوفد الإسبوعي» كل خفايا وزارة الداخلية وفتح لنا الصندوق الاسود للوزارة.. واليكم نص الحوار.

- في البداية سألته: من الذين يطاردونك ويريدون اغتيالك؟
- فقال بهدوء: رجال مباحث أمن الدولة.
- عدت أسأله: ولكن جهاز أمن الدولة تم حله!
- فقال: تم تغيير مسمي الجهاز من أمن الدولة إلي الأمن الوطني فقط، والجهاز الجديد مازال يسير بذات الفلسفة والفكر الشرطي الذي كان سائداً في عهد اللواء حبيب العادلي وهو أن يتلصصوا علي الناس ويبحثوا لكل واحد عن مصيبة فإذا وجدوها أذلوه بها وسيطروا عليه، وإذا لم يجدوا يطلقون اذنابهم ليرهبوه، فإذا لم تفلح هذه الطريقة فإنهم علي الفور يقتلونه.
- أمن الدولة يفعل كل ذلك حتي مع الضباط أنفسهم؟
- لم يتركوا فئة في المجتمع إلا وفعلوا معها ذلك حتي كبار ضباط الشرطة، علي سبيل المثال راقبوا تليفونات ضابط كبير في وزارة الداخلية، ولم يتوصلوا لشيء يدينه، فراقبوا تليفونات اسرته بالكامل، واخيراً اكتشفوا ان زوجته متورطة في علاقة غير شرعية مع سائقها، فاستغلوا هذا الامر للسيطرة عليه وصار رهن اشارتهم وكذلك فعلوا مع اعلاميين وسياسيين وصحفيين وفنانين ورياضيين وغيرهم وغيرهم.
- تقصد أنهم كانوا يراقبون الجميع؟!
- نعم تمكنوا بهذه الطريقة من السيطرة علي أغلب قيادات المجتمع في كل المجالات، فعدد قليل جداً هم الذين لم يتوصلوا لثغرة في حياتهم تمكنهم من السيطرة عليهم، ومن هؤلاء في مجال الاعلام: مني الشاذلي ومعتز الدمرداش والاخير حرقوا له سيارته كنوع من الردع، وايضاً لم يتوصلوا لشيء علي د. علاء الاسواني، والداعية عمرو خالد، وفي مقابل هؤلاء تمكنوا من السيطرة التامة علي صحفي كبير كان يتفاخر بأنه يعادي النظام ويعارضه ولا يخشي شيئاً بينما كان في الحقيقة ينفذ تعليماتهم.
- وكيف سيطروا عليه؟
- صوروه في مشاهد جنسية مع فتاة تونسية وهناك من ضبطوا زوجاتهم في اوضاع مخلة أو صوروا أولادهم وهم يتعاطون مخدرات.. وهكذا.
المهم انهم تمكنوا من السيطرة علي غالبية قيادات المجتمع من المشايخ والشيوخ وحتي السياسيين.
- وماذا فعلوا مع الاقلية التي لم يسيطروا عليها؟
- أطلقوا عليهم البلطجية، فالشرطة هي الاب الشرعي للبلطجة فهي التي صنعتهم وبدأت تستخدمهم في عمليات قذرة منذ عام 2000.
- ماذا تقصد بعبارة «عمليات قذرة»؟!
- تزوير الانتخابات وإرهاب المعارضين وقتلهم إذا لزم الأمر علي، سبيل المثال: خطف الكاتب الصحفي مجدي حسين والاعتداء عليه بالضرب كانت احدي هذه العمليات وكذلك الاعتداء علي الكاتب الصحفي عبد الحليم قنديل وكذا قتل الكاتب الصحفي رضا هلال.
- تقصد ان الشرطة هي التي قتلت رضا هلال؟
- هي التي قتلته وانا اعرف السبب وأعرف الضابط الذي تولي هذه العملية.
- ولماذا تم قتل رضا هلال رغم انه لم يكن كاتباً في صحيفة معارضة؟
- لن أخوض في السبب.. ويكفي ان اقول إن الواقعة لم يكن لها علاقة بموقف سياسي أو رأي سياسي أو أي شيء من هذا القبيل ولكنها مرتبطة بقضية أخري تماماً!
- وما هي؟
- اعذرني.. لن اجيب عن هذا السؤال.. وعموماً اسرة الكاتب رضا هلال قدمت بلاغاً للنائب العام للتحقيق في الواقعة وأؤكد انه لو تم التحقيق في الواقعة فسيكشفون بلاوي.
- قلت ان الشرطة بدأت تستعين بالبلطجية منذ عام 2000.. فلماذا هذا العام بالتحديد؟.. وكيف كانت الشرطة تتحكم في هؤلاء البلطجية وتجبرهم علي طاعتها؟
- سأبدأ بإجابة الشق الثاني من السؤال.. الشرطة وتحديداً رجال المباحث وأمن الدولة كانوا يسيطرون علي البلطجية لأنهم في الاساس «مسجلو خطر» ففي مصر ما بين 3 ملايين و4 ملايين مسجل خطر ومن هؤلاء اختار رجال المباحث وأمن الدولة البلطجية.
- وكيف كان يتم اختيار البلطجية من بين المسجلين خطر؟
- إختاروا من لا يوجد في وجهه ايه علامات مميزة تدل علي انهم مسجلو خطر أي لا توجد ايه آثار لجروح في وجوههم أو ايديهم وأيضاً من يتمتعون بحسن المظهر ويكونون تقريباً بلا مصدر رزق، ويحملون قلوباً لا تخشي الموت، وتقريباً كان كل ضابط مباحث يستعين بـ20 بلطجياً علي الاقل.
- معني ذلك ان عدد البلطجية كبير للغاية؟
- عددهم في مصر يتجاوز 100 ألف بلطجي وفي القاهرة والجيزة يوجد ما بين 20 ألفاً و25 ألف بلطجي أغلبهم يعيشون في عين شمس والسلام والاميرية والخليفة والبساتين والدرب الاحمر وبولاق الدكرور وكرداسة.. وكانت الشرطة تسمح للبلطجية التابعين لهم بالاتجار في المخدرات وفرض اتاوات علي بعض الناس كي يعيشوا في مستوي اجتماعي متوسط.
- وهل هؤلاء البلطجية يعملون بشكل فردي أم انهم يجتمعون في مجموعات وعصابات؟
- في الغالب يشكلون عصابات وهناك 10 رجال يتحكمون في كل البلطجية بالقاهرة والجيزة.
- الزعماء..؟
- نعم زعماء عصابة، وهؤلاء الزعماء لديهم كل انواع الاسلحة وينعمون بثراء فاحش بعدما سمحت لهم الشرطة بإمتلاك محلات وكافتيريات وبازارات وملاهي ليلية صغيرة وكباريهات وبعضهم يعيش عيشة الملوك.. خدم وحشم وقصور وجواري!!
- وهل مازال رجال المباحث وأمن الدولة يسيطرون علي جيش البلطجية هذا؟
- بعد الثورة.. لا.. فالشرطة انهارت والبلطجية صاروا يفعلون ما بدا لهم لانهم واثقون ان احدا من رجال الشرطة لا يستطيع ان يمسهم بسوء.
- لماذا؟
- لأن الشرطة انكسرت كما قلت وهكذا تحولت العلاقة بين رجال الشرطة والبلطجية مثل علاقة الرجل الذي ربي اسداً واطعمه حتي اشتد عوده وبعدها انقلب الاسد عليه وخرج عن سيطرته ووقف الرجل عاجزاً عن ان يتصدي له!
- وإلي متي سيستمر هذا الحال؟
- حتي يتم تطهير الشرطة من العناصر التي ربت هؤلاء البلطجية وممن يعتبرون دور الشرطة هو التلصص علي الناس وتتبع عوراتهم، ومن أجل هذا الامر اسسنا ائتلاف «ضباط لكن شرفاء» وشارك في تأسيسه 15 ضابطاً وعدد من المحامين والحقوقيين.
- قلت: إن الشرطة بدأت تستعين بالبلطجية بشكل كبير عام 2000 فلماذا هذا العام بالتحديد؟
- السبب هو تزوير الانتخابات، ففي عام 1995 زورت الشرطة الانتخابات البرلمانية، وقام ضباط الشرطة انفسهم بالتزوير، وفي انتخابات 2000 ارادت الشرطة ان يتم التزوير بأيدي البلطجية ولهذا استعانوا بهم.
- وكيف زور رجال الشرطة انتخابات 1995؟
- سأحكي واقعة عشتها بنفسي في هذا العام، وكنت وقتها ضابطاً بمباحث القاهرة، ففي الساعة التاسعة مساء الليلة التي سبقت الانتخابات دعاني اللواء محمود وجدي ـ وكان وقتها مديراً للادارة العامة لمباحث القاهرة ـ ودعا جميع ضباط مباحث القاهرة للاجتماع بقاعة اجتماعات مديرية امن القاهرة، وحضر الاجتماع حوالي 500 ضابط مباحث، وحضره ايضاً مدير أمن القاهرة آنذاك ـ وكان وقتها اللواء حبيب العادلي ـ وخلال الاجتماع تحدث اللواء محمود وجدي وقال ان الشعب المصري غير مؤهل لاختيار افضل العناصر عضوية المجلس الشعب وان الاخوان المسلمين يتحكمون في أناس كثيرة، ويريدون القفز علي السلطة مدعومين بدول لا تريد لمصر خيراً، وعلي رأسها إيران ولهذا يجب ان يتولي رجال الشرطة اختيار اعضاء مجلس الشعب، من اجل حماية الوطن وتحقيق الصالح العام.
- وهل حدد لكم كيف تقومون بهذا الأمر؟!
- نعم.. قال بأن كل ضابط سيأخذ ما بين 200 إلي 400 إستمارة انتخاب وسيختار مرشحي الحزب الوطني وسيخفي هذه الاستمارات في «سويتر» سيرتديه كل ضابط مباحث، واثناء وجود كل ضابط في لجنة انتخابية سيقوم ضابط آخر من امن الدولة موجود خارج اللجنة بإثارة حالة من الهرج والمرج وعندها سيطلب كل ضابط مباحث داخل اللجنة اخراج مندوبي المرشحين من اللجنة بحجة غلق اللجنة لتأمينها لحين استعادة الهدوء خارج اللجنة وفي تلك اللحظة يقوم بوضع الاستمارات التي معه داخل الصناديق دون ان يشعر به أحد، وقال اللواء محمود وجدي ـ ان كل ضابط مباحث ينتهي من هذه المهمة يتفضل يروح بيته وييجي تاني يوم يأخذ مكافأة تسمي مكافأة خدمة الانتخابات وقدرها 500 جنيه.
- هذا الكلام قيل في وجود حبيب العادلي؟
- نعم.. وتحدث اللواء حبيب العادلي في الاجتماع وقال: الضابط اللي هيشترك في العملية دي ـ يقصد تزوير الانتخابات ـ هأحترمه وكمان اللي مش عايز يشترك هأحترمه بس يقول من دلوقتي.. وتابع كلامه قائلاً: «فيه حد من السادة الضباط مش عاوز يشترك معانا في العملية دي»؟
- وماذا كان الرد؟
- كنا حوالي 500 ضابط مباحث ولم يعترض يومها أحد ما عدا ضابط واحد برتبة رائد رفع يده وقال: «أنا يا أفندم مش عايز أشترك».
- ومن هو هذا الضابط؟
- عمر عفيفي.
- عمر عفيفي الذي قدم استقالته من الشرطة فيما بعد، وهاجر الي الولايات المتحدة الامريكية؟
- بالضبط.
- وماذا كان رد «العادلي» و«وجدي» عليه عندما قال انه لن يشترك في تزوير الانتخابات؟
- قال له اللواء العادلي: «متشكرين جداً.. تقدر تتفضل وتغادر الاجتماع».. وفعلاً غادر الاجتماع ولا أدري ماذا فعلوا معه بعد ذلك، وكان استقالة الرجل من الشرطة وهجرته الي الولايات المتحدة الامريكية تعني انهم فعلوا الكثير معه حتي طفشوه من مصر كلها.
- وكيف حصلتم علي استمارات الانتخابات؟
- بعد الاجتماع انتقلنا الي قطاع مباحث جنوب القاهرة بصقر قريش وهناك استلم كل ضابط ما بين 200 و400 استمارة وقضينا ليلة الانتخابات في وضع علامات علي مرشحي الوطني، وفي يوم الانتخابات نفذنا المهمة وكنا مضطرين لوضع ما معنا من استمارات في صناديق الانتخابات قبل فترة قصيرة من غلق باب التصويت حتي لا يكتشف احد الأمر أو يلاحظ حدوث زيادة كبيرة في الاستمارات بالصناديق.
- وماذا كان دور البلطجية في انتخابات عام 2000؟
- قاموا بالدور الذي كان يقوم به ضباط امن الدولة أي انهم تكفلوا بإشعال معارك كلامية ومعارك بالايدي امام اللجان حتي يتثني لضباط المباحث وضع ما لديهم من استمارات في صناديق الاقتراع.
- وهل شاركت في تزوير انتخابات عام 2000؟
- ربنا يسامحني.. والتزوير تم بذات الطريقة التي تم بها تزوير انتخابات عام 1995 مع استبدال ضباط امن الدولة بالبلطجية.
- وماذا فعلت في انتخابات عام 2005؟
- كنت وقتها اخدم بقطاع السجون ولم اشارك في الانتخابات، ولكن في انتخابات 2010 عرفت من زملائي ان ضباط امن الدولة زوروا الانتخابات من المنبع فكانوا يستبدلون صناديق الاقتراع باخري تم اعدادها مسبقاً.
- وأين كانت تتم عملية التبديل هذه؟
- في لجان الفرز النهائي.
- إذن انت تعترف ان الشرطة زورت انتخابات 1995 و2000 و2010 وانك كنت شاهداً علي هذا التزوير؟
- والله.. والله.. والله.. كل ما قتله حدث.
- ولكنك لم تتحدث عن انتخابات 2005؟
- هذه الانتخابات تحديداً كانت لها معي حكاية غريبة.. فلقد قدمت استقالتي من الشرطة وقررت الترشح لعضوية مجلس الشعب بدائرة منشية ناصر والجمالية عن حزب الغد الذي كان يرأسه أيمن نور وبمجرد ان وصل الخبر الي قيادات الشرطة قامت الدنيا وأجبروني علي سحب الاستقالة وعدم الترشح.
- أجبروك؟!!
- نعم.. قالوا بصريح العبارة: لو لم تسحب استقالتك سنقتلك انت ووالدك.. وبالمناسبة والدي هو اللواء محمد عبد النبي رئيس مباحث القاهرة الاسبق والذي أعاد لوحة زهرة الخشخاش الشهيرة بعد سرقتها عام 1978وتهريبها الي الكويت.
- وسحبت استقالتك؟
- سحبتها ومنذ ذلك الحين وقيادات الشرطة تحاول الانتقام مني فكل بضعة شهور ينقلونني الي عمل جديد، ولهذا تنقلت للعمل خلال السنوات الست الاخيرة بين سجون اسيوط والفيوم وقنا ومديريات امن الاسكندرية والجيزة واكتوبر وأخيراً في المنيا.
- وأين كنت في يناير الماضي؟
- كنت بمنزلي أعاني من جلطة بالقلب اجريت علي اثرها جراحة بالقلب لتركيب دعامتين.
- يعني لم تتابع معارك الشرطة والمتظاهرين في التحرير؟!
- ميدان التحرير قريب من منزلي وتابعت الاحداث أولاً بأول عبر الفضائيات وكنت علي يقين من أن الشرطة ستنهار لانها لا تتحمل التصدي للمظاهرات لمدة 3 أيام متواصلة وحدث ما توقعته وانهارت الشرطة وبالصدفة كان احد ضباط الشرطة في منزلي وكان معه جهازه اللاسلكي وفي تمام الساعة الرابعة عصر يوم 28 يناير سمعت نداء عبر اللاسلكي يقول: «التعامل مع المتظاهرين بالذخيرة الحية»، وتكرر النداء اكثر من مرة.
- معني ذلك ان هناك اوامر صدرت بإطلاق النار علي المتظاهرين؟
- وسمعته بنفسي من جهاز لاسلكي تابع لجهاز الشرطة.
- ومن الذي أصدر مثل هذا القرار؟
- لا أعرف ولكني اقول ما سمعته بأذني.
- ولكن قيل بأن بطاريات اجهزة اللاسلكي الخاصة بالشرطة قد نفد شحنها في تلك الفترة؟
- هذا كلام غير صحيح.. ربما يكون بعض الاجهزة قد نفد شحن بطارياتها فعلاً ولكن ما قلته لك سمعته بأذني من جهاز لاسلكي كان مع احد ضباط الشرطة.
- وهل تعتقد ان انسحاب الشرطة يوم 28 يناير كان منظماً وضمن خطة ما؟
- لا.. كان عشوائياً ولهذا كان اطلاق النار عشوائياً مما ادي الي سقوط مئات الشهداء وآلاف الضحايا.
- وهل اطلاق سراح المساجين كان صدفة؟
- لا.. زملائي من ضباط الشرطة اكدوا الي ان اطلاق سراح المساجين كان ضمن خطة لإشاعة الرعب بين الناس، ومثل هذه التصرفات تعكس ان جهاز الشرطة فقد شرعيته، وهذا كله نتاج سياسة اتبعها حبيب العادلي علي مدي 15 عاماً وهي سياسة تعتمد علي التلصص ورصد عورات الناس واذلالهم، وكان طبيعياً والحال هكذا ان تخلو الشرطة من كفاءات تصلح لقيادتها بعد العادلي ولهذا اضطروا للاستعانة باللواء منصور عيسوي الذي ترك الخدمة منذ 15 عاماً، وهو رجل نظيف وشريف ولكن بقايا رجال حبيب العادلي في الداخلية يحاولون اقناعه بأن الشرطة ستنهار وان شرف الداخلية في حاجة لمن ينقذه، وهؤلاء ورطوه في تصريح عدم وجود قناصة بالداخلية رغم ان وزارة الداخلية فيها أكثر من 4 آلاف ضابط قناصة.
- وهل حركة الشرطة الاخيرة طهرت وزارة الداخلية بحكم معرفتك بكواليس الوزارة؟
- استبعاد مئات اللواءات والعمداء أمر جيد بالطبع خاصة ان بعضهم لم يكن فوق مستوي الشبهات ولكن هناك قيادات اخري لم يتم احالتها للتقاعد رغم ان عليها علامات استفهام كثيرة.
- مثل من؟
- مثل لواء كان دوره في عهد اللواء حبيب العادلي شراء الفياجرا والأدوية الجنسية للوزير وشراء البارفانات للهوانم معارف الوزير والان نفس الشخص تقلد منصباً كبيراً في الوزارة..
وفي حركة الشرطة حدثت حاجة غريبة تتعلق بالترقيات.. فتم ترقية دفعة 1978 إلي رتبة لواء ودفعة 1983 إلي رتبة عمداء ودفعة 1988 الي رتبة عقيد، بينما لم ينل دفعات 1989 و1990 أي ترقية رغم ان اعمارهم تراوحت بين 43 سنة و44 سنة وفي مثل هذه السن كان بعض الضباط يصلون لرتبة لواء.
- عملت بمباحث الاموال العامة لمدة 5 سنوات وبالتأكيد اطلعت علي قضايا فساد عديدة.. فهل فوجئت بقضايا الفساد التي ظهرت في اعقاب ثورة 25 يناير؟
- بصراحة.. فوجئت واندهشت فلم أكن اتصور ان يصل الفساد الي هذا الفجور.
- وانت في الاموال العامة هل حققت في قضايا فساد وتم حفظها رغم ثبوت التهمة؟
- حدث هذا 3 مرات.. اولها في قضية خاصة بشركة ريجوا التي كانت تنفذ مشروعاً لاستصلاح 200 ألف فدان وإقامة 20 قرية بالوادي الجديد بتكلفة 3 مليارات جنيه وجاءتنا معلومات بأن المشروع شهد فساداً وافساداً كبيراً فكلفني اللواء سامي الطنبداوي رئيس مباحث الاموال العامة بالتحقيق في الامر، فسافرت الي الوادي الجديد فرأيت عجباً.. رأيت أطنان الطماطم والخضروات ملقاة علي الارض ووجدت مسئول الشركة اسند بالامر المباشر لأحد اقاربه رصف طرق وانارة القري وحصل هذا القريب علي مبالغ كبيرة نظير ذلك ولم اجد بالقري العشرين التي انفق علي اقامتها 3 مليارات دولار سوي 152 مواطناً، ولما عدت من الوادي الجديد توجهت مباشرة الي مسئول شركة ريجوا وهي بالمناسبة تتبع وزارة الزراعة فقال لي: ؤنهم يتركون الطماطم والخضروات حتي تأكلها الارض لان تكاليف نقلها تفوق الاسعار التي سيتم بيعها به!
وبعد ان انتهيت من التحريات طلبت في مذكرة رسمية ضبط واحضار مسئول «ريجوا» بتهم اهدار المال العام وتسهيل الاستيلاء عليه وفجئت بعدها بالمحامي العام وقتها المستشار اسامة قنديل يحفظ القضية كلها!
وهناك قضية اخري خاصة بتوريد اغذية فاسدة لمستشفيات حكومية، واكدت ممرضة في احد هذه المستشفيات ان بعض المرضي ماتوا بسبب هذه الاغذية ولما حللنا الاغذية التي يقدمها هذا المورد للمستشفيات وجدنا بها لحوماً عفنة وقدمت هذا كله لأمن الدول العليا وقدمت محادثات مسجلة بين المورد واحدي الممرضات يعرض عليها رشوة مقابل سكوتها عن فساد الاغذية وصدر حكم بحبس المورد لمدة 4 أيام وتم تجديد حبسه لمدة 45 يوماً، وقبل ان تنتهي الـ45 يوماً اصدر النائب العام رجاء العربي قراراً باخلاء سبيله وحفظ القضية!!
قضية ثالثة كانت تتعلق باستيلاء احد الاشخاص علي 15 ألف متر مربع بمدينة نصر قيمتها كانت تزيد علي 20 مليون جنيه، هذا الشخص زور عقد امتلاك هذه الارض التي كان يمتلكها في الاساس مواطن مصري سافر قبل سنوات الي الخارج!
وبعد ان قدمت كل الاوراق التي تثبت تزوير عقد الارض، صدر قرار بحبس هذا الشخص 4 أيام علي ذمة التحقيق وفوجئت باتصال من وكيل إدارة الاموال العامة «عادل نافع»، وفي اتصاله قال لي «انت عملت إيه.. دا مدير الأمن عاوزك».
- ومن كان مدير الأمن وقتها؟
- كان هو اللواء منصور عيسوي الذي توجهت الي مكتبه فأحسن استقبالي وفي مكتبه وجدت رجلاً عرفني بنفسه قائلاً بأن اسمه وجيه أحمد مدير مكتب رئيس الجمهورية وقال لي: إنه ابن عم الرجل الذي اتهمته بالاستيلاء علي الارض وتحدث معي في القضية والادلة التي جمعتها وانتهي اللقاء.
وبعدها صدر قرار بحبس المتهم 45 يوماً علي ذمة التحقيق وفجئت بأنه أفرج عنه وتم حفظ القضية.
- وهل كانت تصدر لكم تعليمات معينة بالتعامل بشكل معين في قضايا ما؟
- كل جهاز الشرطة يسير وفق التعليمات والتوجيهات التي تصدر من قيادات الوزارة!
- منذ عام 2005 وعلاقتك بقيادات الشرطة ليست جيدة؟
- لأنني قدمت استقالتي وبعدها أجبروني علي العودة.
- لماذا اذن وصلت العلاقة الي تهديد بالقتل كما تقول؟
- بسبب قضية الجاسوس الاسرائيلي!
- أي جاسوس؟
- جمعتني الصدفة مع مدير عام بإحدي شركات السياحة واسمه «سيد عبد الرسول» ولما علم انني ضابط شرطة حكي لي قصة غريبة فقال: ان الشركة التي كان يعمل بها يديرها في مصر شخص اوكراني يحمل الجنسية الاسرائيلية يهودي الديانة ويستخدم سيارة تحمل لوحة معدنية مكتوب عليها هيئة سياسية وانه هدم المسجد الذي كان يصلي فيه العاملون بالشركة وفصل 300 عامل وموظف.
وقال ايضاً ان ذات الشخص اهدي فيلا بمنتجع شرم الشيخ لاحد قيادات الداخلية في عهد حبيب العادلي ولهذا عندما تم ضبطه وفي حوزته جهاز c.p.s المحظور استخدامه في مصر خرج من القضية وكأن شيئاً لم يحدث وأكد لي «سيد عبد الرسول» انه يشك في ان يكون الاسرائيلي هذا جاسوساً لإسرائيل.
- وماذا فعلت؟!
- توجهت مباشرة لمكتب اللواء حامد عبد الله مساعد وزير الداخلية للامن الوطني الذي كان يسمي امن الدولة، وحكيت له كل المعلومات التي عرفتها، فطلب مني ان اكتب هذه المعلومات في مذكرة وامنحها للمقدم «أحمد» مدير مكتبه ونفذت ما قاله لي اللواء «حامد» بالحرف.
وبعد أيام قليلة فوجئت باتصال تليفوني من «سيد عبد الرسول» الذي أخبرني بواقعة الرجل الاوكراني وقال لي «سيد» ان الأوكراني غادر سيناء وتوجه الي اسرائيل، واشاع في سيناء أنه دفع فلوس علشان يخرج من مصر!
وطبعاً كدت اجن وحاولت الاتصال باللواء حامد عبد الله ولكني فشلت وفوجئت برئيس مباحث سياحة جنوب سيناء يتصل بي ويخبرني بأن الأمن الوطني حول للأمن العام مذكرة المعلومات التي كتبتها باعتبارها شكوي ادارية وليست مذكرة معلومات!
وعندما قررت ان اعرض الامر علي اللواء منصور عيسوي ذاته لكن مدير مكتبه حسام كمال منعني من لقائه وطلب مني ان اعرض الامر علي نائب مدير شئون الضباط مجدي غانم ولكني اصررت علي لقاء الوزير وتمكنت من ذلك بمعاونة اللواء مصطفي البنا احد اصدقاء والدي واللواء محمد عبد الرحمن، والذي يرتبط بعلاقة صداقة ايضاً مع وزير الداخلية.
ولما التقيت بوزير الداخلية فوجئت بان مدير مكتبه ونائب مدير شئون الضباط مجدي غانم افهماه بأنني اريد ان انتقل من العمل بمديرية امن المنيا الي القاهرة لظروفي الصحية ولكني حكيت للوزير الحكاية كلها.
- وماذا كان تعليقه؟
- قال غريب اوي الحكاية دي.. وبعدها قال لمدير مكتبه اللواء أمير طه «ابحث الموضوع دا يا أمير.. أبحثه كويس اوي أوي ورد عليا»!
- وماذا حدث بعد ذلك؟
- بمجرد ان عدت الي منزلي فوجئت بان صفحتي علي الفيس بوك تم اغلاقها.. وان جهاز اللاب توب الخاص بي قد استلم من مجهول مئات الفيروسات، وفي المساء فوجئت بعدة اشخاص فوق سطح الشقة التي اقيم بها يحاولون ترويعي او ربما يحاولون استدراجي لسطح العقار الذي توجد به الشقة فما كان مني الا ان خرجت اليهم حاملاً سلاحي ففروا جميعاً.
وأعتقد ان هذه ليست المرة الاخيرة فأنا علي يقين بأنهم سيعودون مرة اخري.. وعموماً الاعمار بيد الله ولكني قدمت بلاغاً للنائب العام ضد العميد هشام زايد قائد التنظيم السري لجهاز امن الدولة اتهم فيه الجهاز بمحاولة قتلي.
- هل في امن الدولة تنظيم سري؟
- نعم وهذا هو الذي يقوم بتنفيذ عمليات كبيرة.
- مثل ماذا؟
- مثلاً تفجير كنيسة القديسين بالاسكندرية مثلاً.
- تقصد أن أمن الدولة هو الذي فجر كنيسة القديسين؟
- بالتأكيد.
- لماذا لم تنضم لإئتلاف ضباط الشرطة وشاركت في تأسيس إئتلاف ضباط لكن شرفاء؟
- إئتلاف ضباط الشرطة يضم عناصر كثيرة يسيرون حسب توجيهات الامن الوطني اي انهم ضباط تحت السيطرة، واحدهم وصل به الترفيه لدرجة تخصيص بوكس شرطة مكيف لتنقلاته ولهذا كله شاركت في تأسيس ائتلاف «ضباط لكن شرفاء».
- وبصراحة كيف تري مستقبل جهاز الشرطة؟
- لو لم يتم تطهيره من الفاسدين ومحترفي التلصص علي الناس فلن تقوم له قائمة‬

0 comments:

Post a Comment

 
Design by Free WordPress Themes | Bloggerized by Lasantha - Premium Blogger Themes | Macys Printable Coupons