الشهادة لمحمد صبري - المنصورة
وصلت الصبح لمجمع المحاكم في المنصورة تقريبا بعد 9 ونص صباحا بدقائق .. لان الجلسة ميعادها في الوقت ده .
عدد المتظاهرين كان قليل نوعا ما ... وقفت وهتفت معاهم لعلّ القاضي يسمع صوتنا ويعرف اننا عاوزين ناخد تارنا .
سمعت ان اخو الشهيد محمد جمال سليم كان بيتكلم عن كمية الضغوط والتهديد اللي بيشوفوه علشان يتنازلو عن القضية , واخرها ان القتلة عرضو عليهم مليون جنيه علشان يتنازل عن القضية .. وان احسنلهم يتنازلو عن القضية وياخدو الفلوس .. لان كدا كدا سعادة الباشا هياخد براءة !!!
اكتر شيىء كنت مستغرب له هو كمية التأمين المبالغ جدا فيه قدام مجمع المحاكم
وكأنهم متوقعين هجوم من اسرائيل !!
عدد 7 عربيات امن مركزي من اليمين ,, و10 في الشمال ,, ومدرعتين للجيش و2 عربات مصفحة للشرطة العسكرية ,, ده غير عربيات الاسعاف والمطافي وعربيات الشرطة .
عربية الشرطة دي كان فيها ظابط امن دولة معروف لنا من ايام المظاهرات
جيش عساكر الأمن المركزي كان عامل كردون حوالين كل ده ,, بطول الشارع من اوله لاخره وقافلين طريق المرور قدام المحكمة .
اخدت صاحبي وقلنا ندردش مع عساكر الأمن المركزي ,,وسألتهم :
ايه يا شباب داخلين حرب ولا ايه ؟؟ هو انتو جايين هنا لتأمين المحكمة كل يوم ؟؟ ولا علشان ايه ؟؟
رد عليا العسكري . لا مش كل يوم.. هو النهارده بس .. علشان سعادة الباشا مدير الأمن "متهمينه " في قضية !
( مدير الامن اللي قتل اخواتنا .. لسه شغال برضه مدير امن .. ولسه بيقولو له يا سعادة الباشا )
هو لو كان القاتل أمين شرطة ولا غفير ... كان التأمين بقى بالمنظر ده ؟؟؟
رجعت تاني لمكان المظاهرة وانا اكتم غيظي .. واللي ضايقني اكتر ان مجموعة نشطاء سياسيون قالولي هو مخبرين أمن الدولة بيعملو ايه هنا مع ظباط الشرطة !!! وفيه ناس من الجنود كانو بيصورونا ؟؟؟ ليه ؟؟؟
مخبرين امن الدولة واقفين مع الشرطة
وبعد ساعة كاملة أو اكتر ... اكتشفنا ان الجلسة بدأت حالا !!! ,,,
يمكن القاضي كان مفكرها قضية سرقة حبل غسيل !!!
قررت انا وعادل ورشوان وموسى نطلع المحكمة فوق في الدور الاخير علشان نتابع القضية من داخل المحكمة ..
بعد ما عدينا من جيش عساكر الامن المركزي , ودخلنا من البوابات اللي كان واقف عليها ظباط الجيش .. وعدينا البوابات الالكترونية ... تخيلو .. البوابات الالكترونية كانت شغالة في مجمع المحاكم والله العظيم !!! ,, وكان واقف عليها عساكر كمان ... وكله كان معاه سلاحه طبعا !!
وطلعنا على السلم ,,, وأقسم بالله العظيم كان العساكر قاعدين على درجات السلم ... اقسم بالله العظيم كأني داخل لمعركة حربية !!! لدرجة اني صرخت فيهم .. انتو لو بتحاكمو مبارك نفسه مش هتأمنوه كدا !!!
انتو بتعملو معاه كدا ليه ؟؟ انتو مهتمين بيه اوي كدا ليه ؟؟؟ ده قتل اخواتنا ودمهم لسه على ايده !!!!
ودخلت القاعة اللي كانت مفتوحة وقدامها كتيبة جنود كاملة ,, واقسم بالله قدامها كتيبة جنود شرطة وجيش !!
الفوضى داخل القاعة كانت مش معقولة ابدا !! ,, العدد كان ضخم ,, وقفص الاتهام محدش يشوف حاجه جواه لأن فيه حوالي 10 بلطجية محاوطين القفص وواقفين علشان محدش يشوف اللي جواه .
ايوه 10 بلطجيه ,, وأمناء الشرطة اللي كانو واقفين حواليهم عارفين انهم بلطجية .
وظباط الجيش اللي كانو محاوطين امناء الشرطة كانو عارفين انهم بلطجية .
وكل اللي قاعدين في القاعة عارفين انهم بلطجية ,,
محامي الشهداء كان بيطالب القاضي انه يشوف بنفسه المتهمين ,, فين المتهم يا سيادة القاضي وكبار معاونيه ؟؟ القفص فاضي يا سيادة القاضي ؟؟؟.
يرد عليه بزعيق واحد من محامين مدير الأمن – المحامي المشهور اللي أجره بمئات الألاف – وتحصل فوضي ..
يزعق القاضي .. انا هنا سيد الجلسة ,, محدش يقوللي اعمل وما تعملش .. انتو اللي تسمعو الكلام ..
محامي الشهداء يستحلف القاضي .. يترجاه انه يحبس المتهمين لحين الجلسة الجاية بسبب وجود ادلة كافية لادانتهم .
اللي رافع ايده ده المحامي .. اصله مينفعش يقف منه للقاضي علطول .. عيييب
والجلسة تستمر ,, صوت زعيق جاي من ورا .. عاوزين نشوف المتهمين !!! ,, والقاضي يرجع يزعق ويعلق الجلسة دقايق !!!
مجموعة من النشطاء استفزهم الموقف وزعقوا " كلاب بتحمي كلاب ... كلاب بتحمي كلاب " والشرطة والجيش يسحبوهم بره القاعة .
رحت عند القفص اصوره ,, لقيت القفص فاضي ! ,, يمكن سعادة البيه الباشا مدير الأمن لقى القفص مش أد المقام !
وبدأت تاني الجلسة في هدوء حذر .. الكل خايف يتكلم للقاضي يلغي الجلسة .. في نفس الوقت البلطجية اللي واقفين ورا أمناء الشرطة اللي واقفين ورا ظباط الجيش عمالين يزعقو ويشوشرو على القاضي .. والقاضي يبص لهم ويسكت !!!
معرفش القاضي سكت لهم ليه ؟؟ يمكن علشان هو كمان عارف انهم بلطجية ؟؟؟
المهم استمرت الجلسة دقائق ورفعت للمداولة ..
ورجع القاضي ... وكان قراره ,, تأجيل القضية لشهر سبتمبر , واخلاء سبيل المتهمين !!!
وأمر انه ياخد شهادة بعض ظباط وعساكر الأمن المركزي " بيطلب من الداخلية تحلف يعني " وتخيلو الأغرب
.. امر النيابة بجرد الفارغ من رصاصات الأمن المركزي أثناء الثورة !!!!! .
جرد فارغ الرصاصات اثناء الثورة ازاي ؟؟ ده منظر قرار يطلع من قاضي ؟؟؟
المهم ان سعادة الباشا مدير الامن وكبار مساعديه ,, تم اخلاء سبيلهم !!
سعادة الباشا مدير الامن وراه مسئوليات وناس بيقتلهم , قصدي بيحميهم ,, حبسه اخلال بالأمن طبعا .. مينفعش يتحبس ..
آآآه لو تشوفو الصرخة المكتومة من ام الشهيد ,, اقسم بالله تبكو بدل الدموع دم ..
آآآه لو تشوفو قهرتها ودموعها ... شافت ابنها بيتقتل تاني قدام عينيها ..
الغضب اشتعل في القاعه وبدأت اهتف انا واصحابي والدموع في عينينا ضد الداخلية وضد بطىء العدالة ..
مسك الميكروفون رتبة في الجيش وقال " اطلعو بره .. وجودكم ملوش لزمة .. قرار القاضي طلع ومحدش يقدر يرجعه !! " .
ظابط الجيش اللي عارف ان في القاعة بلطجية .. بيطردنا احنا منها ..
خرجنا من القاعة .. وكل الأمناء والظباط والعساكر كل واحد فيهم كان بيبص لنا ويضحك كأنه شمتان فينا ! ,,
كأن كانت بينا حرب وهم فازو !
لدرجة ان مجموعة ظباط ورتب في الداخلية كانو قاعدين في قاعة بيدخنو وشافونا واحنا بنهتف .. وقفو يبصوا علينا ويضحكوا بصوت عالي !!
,,, يارب ما تشوفوا اللي انا شفته !!
انا ببلغ وزير الداخلية : لو عايز تعرف سبب التغيب الأمني ... بهوات الداخلية كلهم كانو في مجمع المحاكم النهاردة .
انا ببلغ وزير العدل : اذا كان ده النظام القضائي المصري ,, فانا كمصري لا اثق في نظامنا القضائي .
انا ببلغ رئيس الوزراء: انت قلت لنا في التحرير .. لو مش هقدر احقق لكم اهداف الثورة هستقيل واقف معاكم ..
انا بس عايز اقوللك ,,, هي فين الثورة دي ؟؟ احنا معملناش ثورة يا دكتور .. معملناش ثورة